مفاهيمها وأبعادها ، والتي قد تخرّج منها الجيش الاُموي الذي حضر واقعة كربلاء ؛ فهو يحمل خصائص وروحية وطابع تلك المدرسة ، وهو خير مصداق لتجسيد أفكارها وتعاليمها ؛ فتلاميذها هم شذّاذ الآفاق ، ومحرّفو الكلم عن مواضعه ، ومطفئو السنن ، وأتباعها عبدة المادة ، وإيمانهم الجاه والسلطان.
فهذا رأس الجيش الاُموي في كربلاء عمر بن سعد ، وأحد أقطاب هذه المدرسة يُعطينا نموذجاً لمفاهيمها وأفكارها ، وذلك لمّا طلب منه عبيد الله بن زياد أن يخرج لحرب الحسين (عليه السّلام) فبقي ليلته مفكّراً قلقاً حائراً ، يخيّر نفسه بين نعيم الآخرة وبين ملك الدنيا ، حتّى سُمع يقول كما جاء في تاريخ ابن الأثير :
أأتركُ ملكَ الرّي والرّي منيتي |
|
أم أرجعُ مأثوماًً بقتلِ حسينِ |
وفي قتلهِ النارُ التي ليس دونها |
|
حجابٌ وملكُ الرّي قرّة عيني (١) |
فبهذه الوثيقة يتبيّن لنا عقلية قائد الجيش الاُموي ، ومدى إيمانه وتأثّره بالإسلام. فهو يقدم على قتل ابن بنت رسول الله في حين يعلم أنّ
__________________
(١) الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٨٣.