وما أدري كيف نستطيع أن نحكم على مثل قائل هذين البيتين أنّه مسلم ويدين بالشريعة المقدّسة مع أنّه يعترف بأنّه قتل خير الناس اُمّاً وأباً؟! ولو قارنّا هذين البيتين مع الأراجيز التي قيلت في المعركة من قِبل الذين قُتلوا مع الحسين (عليه السّلام) في كربلاء ؛ فمثلاً محمّد بن عبد الله بن جعفر الطيّار يقول :
أشكو إلى اللهِ من العدوانِ |
|
قتالَ قومٍ في الردى عميانِ |
قد تركوا معالمَ القرآنِ |
|
ومحكمَ التنزيلِ والتبيانِ |
وأظهروا الكفرَ مع الطغيانِ (١)
لرأينا بوضوح الفرق الشاسع بين قوى الإيمان الخيّرة ، وبين قوى الضلال والانحراف والردّة.
وبهذا العرض الوجيز يتبيّن لنا الفرق الكبير بين اتجاه المدرستين ؛ المدرسة الحسينيّة ، والمدرسة الاُمويّة.
«وكلّ إناء بالذي فيه ينضح».
١١٣ ـ صلاة في معركة :
الصلاة لا تترك بحال من الأحوال ؛ لأنّها الرابطة الروحية بين العبد وخالقه ، وهي من أهم الفرائض
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٣٤.