الإسلاميّة التي لا يمكن التواني أو التردّد فيها ، والتي عبّر عنها الحديث الشريف بـ : «عمود الدين ، إن قُبلت قُبل ما سواها ، وإن ردت ردّ ما سواها» و «إنّ المستخف بها مستخف بأحكام الله» و «لن ينال شفاعتنا أهل البيت مَنْ كان مستخفاً بصلاته» على حدّ تعبير الإمام الصادق (عليه السّلام).
كما إنّها صلة بين الإنسان وخالقه ، ومعراج المؤمن وقربانه ؛ ولهذا نرى الإمام الحسين (عليه السّلام) مكثراً لها في جميع أدوار حياته حتّى في أيام عاشوراء ، لأنّه (عليه السّلام) كان يحبّها كما قال ذلك عندما زحف إليه عمر بن سعد بجيشه الجرّار في عشية يوم التاسع من محرّم ، فطلب (عليه السّلام) منهم إمهاله هذه العشية قائلاً : «لعلنا نصلّي لربّنا الليلة ونستغفره ، فهو يعلم أنّي أحبّ الصلاة له ، وتلاوة كتابه ، وكثرة الدعاء والاستغفار». ولمّا حان وقت صلاة الظهر من يوم العاشر من محرّم وهم في ساحة المعركة ، التفت إليه أبو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدي قائلاً :
«يا أبا عبد الله ، نفسي لك الفداء ، إنّي أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ، ولا والله لا تُقتل حتّى اُقتل دونك إن شاء الله ، وأحبّ أن ألقى ربّي وقد صلّيت هذه الصلاة التي دنا وقتها.»