الحسين (عليه السّلام) يرفع رأسه إلى السماء قائلاً :
«ذكرت الصلاة ، جعلك الله من المصلّين الذاكرين. نعم هذا أوّل وقتها. سلوهم أن يكفّوا عنّا حتّى نصلّي».
الحصين بن تميم يستهزئ بصلاة الحسين (عليه السّلام) قائلاً : إنّها لا تُقبل.
حبيب بن مظاهر يردّ عليه بقوله :
زعمت لا تُقبل الصلاة من آل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وتُقبل منك يا حمار (١)!
وهكذا نرى الحسين (عليه السّلام) يهتمّ بالصلاة حتّى في أصعب الظروف وأشدّها ، فيصلّي بأصحابه صلاة الظهر.
فالصلاة هي قربان روحي للمؤمن ، وجهاد الحسين (عليه السّلام) قربان مادي ، وقدّم (عليه السّلام) القرابين في ساحة القتال لله ، فهو مع الله روحاً وجسداً.
وتقدّم أمامه زهير بن القين وسعيد بن عبد الله الحنفي ليحرسانه ويقيانه من السهام. فما أتمّ صلاته إلاّ وسعيد بن عبد الله قد اُثخن بالجراح
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٥ ص ٤٣٩.