١١٤ ـ الحسين (عليه السّلام) يقف على قتلاه :
* مسلم بن عوسجة الأسدي
كان صحابياً ممّن رأى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كما صرح ابن سعد في طبقاته ، وهو من أشراف قومه وشجعانهم. وكان متعبّداً وناسكاً ومن القرّاء ، ولمّا اُخبر الحسين (عليه السّلام) بمصرعه مشى إليه ومعه حبيب بن مظاهر فإذا به رمق.
الحسين (عليه السّلام) : «رحمك ربّك يا مسلم بن عوسجة». ثمّ قرأ قوله تعالى : (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (١).
حبيب بن مظاهر دنا من مسلم قائلاً : عزّ عليّ مصرعك يا مسلم ، أبشر بالجنّة.
فأجابه مسلم بصوت ضعيف : بشّرك الله بخير.
حبيب : لولا أنّي أعلم أنّي في أثرك ، ولاحق بك من ساعتي هذه لأحببت أن توصيني بكلّ ما أهمّك ؛ حتّى أحفظك في كلّ ذلك بما أنت أهل له في القرابة والدين.
مسلم : بل أنا اُوصيك بهذا رحمك الله (وأشار
__________________
(١) سورة الأحزاب ص ٢٣.