عند مجلس بني أسد ، فتحادثا حتّى اختلفت عنقا فرسيهما ، فقال حبيب : لكأنّي بشيخ أصلع ، ضخم البطن ، يبيع البطيخ عند دار الرزق ، قد صلب في حبّ أهل بيت نبيّه فتبقر بطنه على الخشبة.
فقال ميثم : وإنّي لأعرف رجلاً أحمر ، له ضفيرتان ، يخرج لنصرة ابن بنت نبيّه فيُقتل ويُجال برأسه في الكوفة. ثمّ افترقا.
فقال أهل المجلس : ما رأينا أكذب من هذين ، فلم يتفرّق أهل المجلس حتّى أقبل رشيد الهجري فطلبهما. فقالوا : افترقا ، وسمعناهما يقولان : كذا وكذا.
فقال رشيد : رحم الله ميثماً ، نسي : ويزاد في عطاء الذي يجيء بالرأس مئة درهم. ثمّ أدبر.
فقال القوم : هذا والله أكذبهم. قال : فما ذهبت الأيام والليالي حتّى رأينا ميثماً مصلوباً على باب عمرو بن حريث. وجيء برأس حبيب وقد قُتل مع الحسين (عليه السّلام) ، ورأينا كلّ ما قالوا (١).
وتظهر منزلته وعلو شأنه من هذا الكلام ولهذا
__________________
(١) انظر تفصيل ذلك في إبصار العين في أنصار الحسين ـ محمد السماوي ص ٦٥ ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٣٥.