«اللّهمّ اشهد على هؤلاء فقد برز إليهم أشبه الناس برسولك محمّد ؛ خلقاً وخلقاً ومنطقاً ، وكنّا إذا اشتقنا إلى رؤية نبيّك نظرنا إليه. اللّهمّ فامنعهم بركات الأرض ، وفرّقهم تفريقاً ، ومزّقهم تمزيقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا ترضي الولاة عنهم أبداً ؛ فإنّهم دعونا لينصرونا ثمّ عدوا علينا يقاتلوننا» ، ثمّ تلا قوله تعالى :
(إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْض وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (١).
وجاء يطلب الماء من أبيه بعد أن اشتدّ به العطش ، فقال له الحسين (ع) : «يا بُني ، ما أسرع الملتقى بجدّك فيسقيك بكأسه شربةً لا تظمأ بعدها أبداً».
ثمّ هجم على القوم في عدّة صولات قتل فيها منهم تمام المئتين (٢) ، ولمّا أكثر فيهم القتل ، أحاطوا به من كلّ جانب حتّى طعنه مرّة بن منقذ العبدي بالرمح في ظهره ، وضربه آخر بالسيف على هامته ، فنادى رافعاً صوته :
__________________
(١) سورة آل عمران ص ٣٣ ـ ٣٤.
(٢) مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٣٢٢.