«عليك منّي السلام يا أبا عبد الله ، هذا جدّي قد سقاني بكأسه شربةً لا أظمأ بعدها ، ويقول : إنّ لك كأساً مذخورة» (١).
وقد احتوشه الناس من كلّ جانب فقطّعوه بأسيافهم ، فأتاه الحسين (عليه السّلام) وانكبّ عليه قائلاً :
«قتل الله قوماً قتلوك يا بُني! ما أجرأهم على الرحمان وعلى انتهاك حرمة الرسول! على الدنيا بعدك العفا» (٢).
* القاسم بن الحسن :
القاسم هو ابن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) ، واُمّه رملة ، وهو غلام لم يبلغ الحلم ، وقد خرج إلى الأعداء ووجهه كأنّه شقّة قمر ، وفي يده السيف وعليه قميص وأزار ونعلان. فأذن له الحسين (عليه السّلام) بالقتال بعد إلحاح وإصرار منه ، فجعل (عليه السّلام) يُقاتل القوم ، وانقطع شسع نعله اليسرى ، فأنف أن يُقاتل في الميدان على هذا
__________________
(١) مقتل الحسين ـ الخوارزمي ج ٢ ص ٢١.
(٢) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٤.