الحال ، فوقف يشدّ شسع نعله وإذا بعمرو بن نفيل الأزدي يضربه بالسيف على رأسه ، فصرخ منادياً : يا عماه! فجلى الحسين (عليه السّلام) كما يجلي الصقر ، ثمّ شدّ شدّة ليث غضب ؛ فضرب عمراً بالسيف فاتقاها بالساعد فأطنّها من المرفق ، فصاح ثمّ تنحّى عنه. وحملت خيل لأهل الكوفة ليستنقذوه من الحسين (عليه السّلام) فوطأته حتّى مات. وانجلت الغبرة وإذا بالحسين (عليه السّلام) واقف على رأس القاسم وهو يفحص برجليه ، فقال (عليه السّلام) : «بعداً لقوم قتلوك! ومَن خصمهم يوم القيامة جدّك! عزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك ثمّ لا ينفعك. يوم والله كثر واتره وقلّ ناصره» (١). ثمّ قال (عليه السّلام) :
«اللّهمّ أحصهم عدداً ، ولا تغادر منهم أحداً ، ولا تغفر لهم أبداً. اللّهمّ إن كنت حبست عنّا النصر في الدنيا فاجعل ذلك لنا في الآخرة ، وانتقم لنا من القوم الظالمين». ثمّ التفت إلى أهل بيته وبني عمومته قائلاً :
«صبراً يا بني عمومتي ، صبراً يا أهل بيتي ، لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم» (٢).
__________________
(١ و ٢) مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٣٢٢ ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٤١.