المعوّج ، ويدعوا إلى الحق ، ويدفعوا الباطل. فهذا جدّه رسول الله محمّد (صلّى الله عليه وآله) في بداية دعوته ، عَرضت عليه رجالات قريش الملك والسيادة والمال على أن يترك دعوته وقول الحقّ ، فأبى (صلّى الله عليه وآله) وقال لعمّه أبي طالب (رض) : «يا عمّاه ، لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتّى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته» (١).
وهذا أبوه علي بن أبي طالب (عليه السّلام) القائل : «اللّهمّ إنّك تعلم أنّه لم يكن الذي كان منّا منافسة في سلطان ، ولا التماس شيء من فضول الحطام ، ولكن لنردّ المعالم من دينك ، ونظهر الإصلاح في بلادك ، فيأمن المظلومون من عبادك ، وتُقام المعطلة من حدودك» (٢).
وقد عرضت عليه الخلافة في قضية الشورى بشروط فأبى (عليه السّلام) لئلاّ يخالف الشروط التي لا يرتضيها. في حين أنّ الخلافة الإسلاميّة في وقتها كانت الدنيا بأسرها ، وخصوصاً بعد أن انهارت دولة
__________________
(١) انظر تاريخ الكامل لابن الأثير ص ٤٣ ج ٢.
(٢) نهج البلاغة ـ ج ٢ ص ١٩محمد عبده.