وراء نخلة وضربه على يمينه فبراها ، فقال :
واللهِ إن قعطتمُ يميني |
|
إنّي اُحامي أبداًً عن ديني (١) |
فأخذ السيف بشماله وهمّه الوحيد إيصال الماء إلى أطفال الحسين (عليه السّلام) ، وإذا بزيد بن ورقاء الجهني وقد ضربه من وراء نخلة على شماله فقطعها ، وتكاثروا عليه ، وأتته السهام من كلّ جانب كأنّها المطر ، فأصاب القربة سهم وأريق ماؤها ، وضربه رجل بالعمود على رأسه ، فهوى (عليه السّلام) إلى الأرض منادياً : عليك منّي السلام أبا عبد الله. فانقضّ عليه الحسين (عليه السّلام) كالصقر ، فرآه مقطوع اليدين ، مرضوخ الجبين ، مشكوك بسهم في العين ، مطروحاً على الصعيد قد غشيته الدماء ، وجلّلته السهام ، فرثاه قائلاً :
«الآن انكسر ظهري ، وقلّت حيلتي ، وشمت بي عدوي».
ولمّا سمعن النسوة بمقتله أصابهن الهلع والخوف ، وفقدن الأمل والاطمئنان. ورجع الحسين (عليه السّلام) إلى مخيّمه حزيناً منكسراً وقد تدافعت الأعداء على مخيّمه ، فنادى بأعلى صوته :
«أما من مغيث يغيثنا! أما من مجير يجيرنا! أما
__________________
(١) انظر تفصيل ذلك في الوثيقة رقم (١٢٢) من هذا الكتاب.