فلمّا سمع زين العابدين السجّاد (عليه السّلام) استغاثة أبيه نهض يتوكّأ على عصا ، ويجر سيفاً لأنّه مريض لا يستطيع الحركة ، فقال الحسين (عليه السّلام) لأخته اُمّ كلثوم : «احبسيه ؛ لئلا تخلو الأرض من نسل آل محمّد». فأرجعته إلى فراشه (١).
١١٦ ـ الحسين (عليه السّلام) وطفله :
كان الحسين (عليه السّلام) يوم العاشر من محرّم يقدّم رجاله قرباناً بعد قربان ، وضحية تلو ضحية في سبيل إعلاء كلمة الإسلام ، وتحطيم كلمة الانحراف والضلال ، وهو يقول : «اللّهمّ إن كان هذا يرضيك فخذ حتّى ترضى».
ولمّا لم يبقَ في خيامه سوى أطفاله ونسائه ؛ فإنّه عندئذ دعا بولده الرضيع عبد الله ، واُمّه الرباب بعد أن جفّ اللبن في ثدييها من شدّة الظمأ ، فأخذه (عليه السّلام) وجاء به إلى القوم طالباً منهم أن يسقوه جرعة من الماء ، ومخاطباً إيّاهم بقوله :
«إن كان هناك ذنب للكبار فما ذنب الصغار؟
__________________
(١) مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٣٤٠.