حسين ؛ فإنّ له مرضعاً في الجنّة». ثمّ نزل (عليه السّلام) وحفر له بجفن سيفه وصلّى عليه ودفنه.
١١٧ ـ الحسين (عليه السّلام) يحمل على الأعداء :
ولمّا لم يجد الحسين (عليه السّلام) بداً إلاّ الدفاع عن دين جدّه محمّد ، والمحاماة عن حرمه وعياله بعد أن فقد الناصر والمعين ، فإنّه (عليه السّلام) برز إلى الأعداء مصلتاً سيفه ، وداعياً الناس إلى البراز ، فلم يزل يقتل كلّ مَنْ برز إليه حتّى قتل جمعاً كثيراً (١).
ثمّ حمل على الميمنة والميسرة ، قال عبد الله بن عمّار : إنّه حمل على مَنْ عن يمينه حتّى انذعروا ، وعلى مَنْ عن شماله حتّى انذعروا ، وعليه قميص له من خز ، ومعتمّ بعمامة ، فوالله ما رأيت مكثوراً قط ، قد قُتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ، ولا أمضى جناناً ، ولا أجرأ مقدماً منه. والله ، ما رأيت قبله ولا بعده مثله! إن كانت الرجّالة لتنكشف من عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذئب (٢). فأكثر (عليه السّلام) فيهم القتل حتّى خشي عمر بن سعد أن يفنى
__________________
(١) مقتل الحسين ـ الخوارزمي ج ٢ ص ٣٣.
(٢) تاريخ الطبري ج ٥ ص ٤٥٢.