الروم والفرس. فعلي (عليه السّلام) أبى أن يقبلها مع أهمّيتها في مقابل أن لا يخالف شرطاً ، فرفض الدنيا بأسرها في رفضه إياها إزاء عدم مخالفة شرط واحد.
وهذا أيضاً سفير الحسين (عليه السّلام) مسلم بن عقيل ، بعثه (عليه السّلام) إلى الكوفة لأخذ البيعة من أهلها ، وجاء عبيد الله بن زياد ودخل الكوفة ، فذهب مسلم إلى دار هاني بن عروة ، وكان في داره شريك بن الأعور مريضاً ، فأراد ابن زياد عيادة شريك في دار هاني ، فاتفق شريك مع مسلم أن يقتل عبيد الله عندما يأتي لعيادته ، والإشارة بينهما رفع شريك عمامته. ثمّ جاء ابن زياد ودخل على شريك ومسلم مختبئ في الخزانة ، فأخذ شريك يرفع عمامته مراراً فلم يخرج مسلم ، وقال : اسقنيها ولو كان فيها حتفي. فقال ابن زياد : إنّه يخلط في علّته. ثمّ خرج من دار هاني ، فخرج مسلم ، وقال له شريك : ما منعك منه؟! فقال مسلم : تذكّرت حديث علي (عليه السّلام) ، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : «إنّ الإيمان قيد الفتك ، فلا يفتك مؤمن» (١). فلو كان مسلم يريد الإمارة
__________________
(١) مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٢٤٦ ، الكامل ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٧٠.