بينه وبينهم وقد نال العطش منه (عليه السّلام) ، فحمل على الفرات وكشفهم عنه وأقحم الفرس في الماء وأراد أن يشرب منه.
فناداه رجل من القوم : أتلتذّ بالماء يا حسين وقد هُتكت حرمُك؟ فرمى الماء من يده وقصد خيامه وحرمه.
١١٩ ـ الوداع الأخير :
ورجع إلى خيامه وحرمه ليرعاها ويحميها ما دام على قيد الحياة ، لأنّه يعلم أنّه بعد سويعات ستبقى من دون حمي ولا نصير ، فنادى نداء وداع وفراق لا أمل فيه بلقاء وعودة ، وناداهنّ بقلب محزون مفجوع : «يا اُمّ كلثوم ، ويا زينب ، ويا سكينة ، ، ويا رُقية ، ويا عاتكة ، ويا صفية ، عليكنّ منّي السلام ؛ فهذا آخر الاجتماع ، وقد قرب منكنّ الافتجاع».
فأحطن به بنات الرسالة من كلّ جانب ، هذهِ تشمّه ، واُخرى تأخذ بردائه ، وثالثة تستنجد به ، ورابعة تقول : يا أخي ، ردّنا إلى حرم جدّنا. فقال لها الحسين (عليه السّلام) :