عطشه ليستعين على قتال أعدائه.
فنادى رجل من بني أبان بن دارم : ويلكم! حولوا بينه وبين الماء ، لا تتام إليه شيعته(١). فتكاثروا عليه وأحاطوا به ، فشدّ (عليه السّلام) عليهم حتّى كشفهم ، فجاءه سهمان ؛ فوقع أحدهما في عنقه ، والآخر في فمه ، فانتزعهما ، وبسط كفيه فامتلأتا دماً ، ثمّ قال : «اللّهمّ إنّي أشكو إليك ما يُفعل بابن بنت نبيّك. اللّهمّ أحصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تذر على الأرض منهم أحداً» (٢).
ثمّ جاء (عليه السّلام) إلى حرمه ليسكن روعهنّ ، ويطمئن نفوسهنّ. وبينما هو مشغول بنفسه وحرمه ، صاح عمر بن سعد : ويحكم اهجموا عليه ما دام مشغولاً بنفسه وحرمه ، والله إن فرغ لكم لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم. فحملوا عليه يرمونه بالسهام حتّى تخالفت السهام بين أطناب المخيّم. وشكّ سهم ببعض اُزر النساء فدهشنَ واُرعبنَ ، وصحنَ ودخلنَ الخيمة وهنّ ينظرنَ إلى الحسين (عليه السّلام) كيف يصنع.
فحمل (عليه السّلام) كالليث الغضبان ، فلا يلحق أحداً إلاّ
__________________
(١) المصدر نفسه ص ٣٤٣.
(٢) المصدر نفسه.