«بسم الله وبالله ، وعلى ملّة رسول الله. إلهي إنّك تعلم أنّهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن بنت نبيٍّ غيره. هوّن عليّ ما نزل بي أنّه بعين الله». ثمّ إنّه (عليه السّلام) لطّخ به رأسه ووجهه ولحيته ، وقال : «هكذا أكون حتّى ألقى الله وجدّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأنا مخضب بدمي ، وأقول : يا جدّ ، قتلني فلان وفلان» (١).
ثمّ صاح (عليه السّلام) بأعلى صوته :
«يا اُمّة السوء! بئسما خلفتم محمّداً في عترته! أما إنّكم لا تقتلون رجلاً بعدي فتهابون قتله ، بل يهون عليكم ذلك عند قتلكم إيّاي. وأيم الله ، إنّي لأرجو أن يُكرمني الله بالشهادة ثمّ ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون».
فقال الحصين : بماذا ينتقم لك منّا يابن فاطمة؟
الحسين (عليه السّلام) : «يُلقي بأسكم بينكم ، ويسفك دماءكم ، ثمّ يصبّ عليكم العذاب صبّاً» (٢).
١٢١ ـ الأطفال ينتصرون للحسين (عليه السّلام) :
لمّا اُثخن الحسين (عليه السّلام) بالجراح ، وأعياه نزف الدم.
__________________
(١) مقتل الحسين ـ الخوارزمي ج ٢ ص ٣٤ ، مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٣٥١ ـ ٣٥٢.
(٢) نفس المصدر السابق.