وسوف نتعرّض لهم في القسم الثاني من هذا الكتاب. وهكذا ملكت ثورة الحسين (عليه السّلام) قلوب الناس ، كبيرهم وصغيرهم ، لأنّها قضية الإنسان العادلة.
١٢٢ ـ مع الحسين (عليه السّلام) في لحظاته الأخيرة :
ولقد مكث الحسين (عليه السّلام) على هذا الحال زمناً طويلاً من النهار لا يجرأ أحد من القوم على قتله ، لِما له في نفوسهم من القدسية والرهبة. وكان بعضهم يتّقي ويتحاشى من قتله ويودّ أن يكفيه غيره.
فنادى شمر فيهم : ويحكم! ماذا تنتظرون بالرجل وقد أثخنته السهام؟! احملوا عليه واقتلوه ثكلتكم اُمّهاتكم!
فحملوا عليه من كلّ جانب وصوب ، فضربه زرعة بن شريك التميمي على كتفه الأيسر ، ورماه الحصين في حلقه ، وضربه على عاتقه ، وطعنه سنان بن أنس بن عمر بالرمح على صدره فوقع ، ثمّ رماه بسهم في نحره ، وطعنه صالح في جنبه ، والحسين (عليه السّلام) ينوء برقبته ويكبو. قال هلال بن نافع :
كنت واقفاً نحو الحسين وهو يجود