فجعل الله طاعة الخليفة الذي يتقلّد زمام أمرها من طاعته وطاعة رسوله.
وقد أوجبها الفقهاء على اختلاف مذاهبهم شيعة وسنّة ، ولا نستطيع أن نستعرض هنا الآراء بشكل مفصّل في هذه الوريقات ، وإنّما نلمح إليها برأي واحد لكلّ من المذهبين.
الخلافة في رأي الشيعة
فالذي عليه إجماع الشيعة ، أنّ الخلافة أو الإمامة هي منصب إلهي بنصّ من الرسول (صلّى الله عليه وآله) وبوحي من الله. يقول الإمام محمّد حسين كاشف الغطاء : «نحن الشيعة نعتقد أنّ الإمامة منصب إلهي كالنبوّة ، فكما أنّ الله سبحانه وتعالى يختار مَنْ يشاء من عباده للنبوّة والرسالة ، ويؤيّده بالمعجزة التي هي كالنصّ من الله عليه ، فكذلك يختار للإمامة مَنْ يشاء ، ويأمر نبيّه بالنصّ عليه ، وأن ينصّبه إماماً للناس من بعده للقيام بالوظائف التي كان على النبي أن يقوم بها ، سوى أنّ الإمام لا يوحى إليه كالنبي ، وإنّما يتلقى الأحكام من النبي» (١).
__________________
(١) أصل الشيعة ـ الإمام محمد حسين كاشف الغطاء ص ٧٥.