والعلماء في يزيد بن معاوية ، ولو توسّعنا لاحتجنا إلى مجلّدات.
وبعد هذا العرض ، فهل يجد إنسان ما في يزيد أهلية الخلافة؟ اللّهمّ إلاّ بعض الحاقدين من أعوان السلطان ، وتجّار المادة الذين لا يخلو زمان ومكان منهم.
إنّ جميع ما تقدّم هو نزر يسير ممّا فعله يزيد بن معاوية ، وما ارتكبه الحكم الأموي من هتك حرمة الإسلام ، والتعدّي على الشريعة المقدّسة ، وتقويض أركانها ، ومن ثمّ الإجهاض عليها من جذورها (١). فلم تجد منقذاً ولا مخلّصاً لها إلاّ الحسين (عليه السّلام) ابن بنت صاحب الرسالة ، فقام (عليه السّلام) مغيثاً لها بثورته المقدّسة ، في اليوم العاشر من محرّم سنة ٦١ هجرية ، وأنقذها من الحكم الأموي الجائر قائلاً : «فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة ، والحياة مع الظالمين إلاّ برماً».
وقد أبدع في تصوير هذا الموقف الشاعر ، حينما يرثي الحسين (عليه السّلام) في قصيدة طويلة تضمّ عشرات الأبيات ، منها :
__________________
(١) انظر تفصيل الجرائم الاُمويّة في كتابنا (الوثائق الرسميّة لنتائج ثورة الحسين (عليه السّلام) القسم الثاني) ، لم يطبع حتّى الآن.