يومٌ بحاميةِ الإسلامِ قد نهضتْ |
|
بهِ حميّةُ دينِ اللهِ إذ تُركا |
رأى بأنّ سبيلَ الغي متّبعٌ |
|
والرشدُ لم تدرِ قومٌ أيه سلكا |
والناسُ عادت إليهم جاهليتُهم |
|
كأنّ مَنْ شرّعَ الإسلامَ قد أفكا |
وقد تحكّمَ بالإيمانِ طاغيةٌ |
|
يُمسي ويُصبحُ بالفحشاءِ مُنهمكا |
لم أدرِ أينَ رجالُ المسلمينَ مضوا |
|
وكيفَ صارَ يزيدٌ بينهم ملكا |
العاصرُ الخمرِ من لؤمٍ بعنصره |
|
ومن خساسةِ طبعٍ يعصرُ الودكا |
أم كيفَ يسلمُ من شركٍ ووالده |
|
ما نزّهت حملهُ هندٌ عن الشركا |
لئن جرت لفظةُ التوحيدِ في فمِه |
|
فسيفهُ بسوى التوحيدِ ما فتكا |
قد أصبحَ الدينُ منهُ شاكياً سقماً |
|
وما إلى أحدٍ غير الحسينِ شكا |
فما رأى السبطُ للدينِ الحنيفِ شفاً |
|
إلاّ إذا دمهُ في نصرهِ سُفكا |
وما سمعنا عليلاً لا علاجَ له |
|
إلاّ بنفسِ مداويهِ إذا هلكا |
بقتلهِ فاحَ للإسلامِ طيبُ هدىً |
|
فكلّما ذكرتهُ المسلمونَ ذكا (١) |
هل انتصر الحسين؟ ولمَنْ النصر؟
الإمام الحسين (عليه السّلام) إنسان عقائدي ، وصاحب مبدأ ، وحامل رسالة ، والإنسان الذي يتّصف بهذه الصفة هو إنسان فدائي لعقيدته ومبدئه ورسالته ، ويكون لديه الاستعداد الكامل للتضحية والبذل والفداء ،
__________________
(١) انظر ديوان سحر بابل وسجع البلابل ـ السيد جعفر الحلّي ص ٣٥٠.