ب ـ الإرادة الاُمويّة :
وهي التي تتمتّع بالملك والسيطرة والمال ، والكثرة في العدد والعدّة ، مع إباحة جميع وسائل الإغراء والتمويه والتضليل لأنّها تبرّر وسائلها بغايتها ، والغاية تبرّر الوسيلة. واصطدمت الإرادتان في مواقف عديدة فلم تُفلح الإرادة الاُمويّة بنجاح ، واستعملت كلّ طاقاتها وإمكانيّاتها لكي تُثني الإرادة الحسينيّة عن المُضي والاستمرار في هدفها وغايتها ، ولكنّها مُنيت بالفشل والخسران والهزيمة.
وبقيت الإرادة الحسينيّة صامدة أمام تحدّيات الإرادة الاُمويّة ، ولكنّ الإرادة الاُمويّة جاءت لتجبر هزيمتها وخسارتها ، فاستعملت سلاحها وقوتها بكلّ حقد وضعة ووحشية ؛ فقتلت الرجال ومثّلت بهم حقداً وتشفيّاً.
ومع هذا كلّه بقيت إرادة الحسين (عليه السّلام) وشهدائه حيّة صامدة تهزأ بالعرش الأموي وجبروته ، وتُضعضع أركانه بين حين وآخر حتّى قضت على معنويته ووجوده وإرادته.
وهكذا كان النصر والفتح للحسين كما تنبّأ هو (عليه السّلام) في كتابه إلى بني هاشم قائلاً :