فيها هلاك ديني ، والله ما أحبّ أنّ لي ما طلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا وملكها وإنّي قتلت حسيناً. سبحان الله! أقتل حسيناً أن قال : لا اُبايع؟! والله إنّي لا أظنّ امرأً يحاسب بدم حسين لخفيف الميزان عند الله يوم القيامة ، ولا ينظر الله إليه ، ولا يزكيه وله عذابٌ أليم (١).
٣ ـ مروان بن الحكم والحسين (عليه السّلام) :
ولمّا كان اليوم الثاني واجه مروان الحسين (عليه السّلام) في الطريق ، وقال لأبي عبد الله : إنّي لك ناصح فأطعني ترشد وتسدّد. فقال الحسين (عليه السّلام) : «وما ذاك؟ قل حتّى أسمع». فقال مروان : أرشدك لبيعة يزيد بن معاوية ؛ فإنّها خير لك في دينك وفي دنياك فقال الحسين (عليه السّلام) :
«إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، وعلى الإسلام السّلام إذا بليت الأمّة براع مثل يزيد». ولقد سمعت جدّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان(٢) ثم جاء اطلب من قبل رجال الوالي يطلبون حضوره لمبايعة يزيد فقال لهم الحسين (عليه السلام) أصبحوا ثم ترون ونري.
__________________
(١) الطبري ص ٣٤٠ ج ٥ طبع دار المعارف.
(٢) مقتل الحسين للامين ص ٢٤.