٤ ـ خروج الحسين (عليه السّلام) من المدينة إلى مكة :
وكان خروجه (عليه السّلام) من المدينة ليلة الأحد ، ليومين بقيا من رجب سنة ٦٠ هـ (١) ، فإنّه (عليه السّلام) جاء إلى قبر جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فصلّى ركعات ، وقال : «اللّهمّ هذا قبر نبيك محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، وأنا ابن بنت نبيّك ، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت. اللّهمّ إنّي أحبّ المعروف وأنكر المنكر ، وأنا أسألك يا ذا الجلال والإكرام بحقّ القبر ومَنْ فيه إلاّ ما اخترت لي ما هو لك رضاً ، ولرسولك رضاً».
وفي حديث عمّار ، أنّه قال : «بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ، لقد خرجتُ من جوارك كرهاً ، وفُرّق بيني وبينك ، واُخذت قهراً أن اُبايع يزيد ، شارب الخمور ، وراكب الفجور ، وإن فعلت كفرت ، وإن أبيت قُتلت ، فها أنا خارج من جوارك كُرهاً ، فعليك منّي السلام يا رسول الله» (١).
__________________
(١) تاريخ الطبري ص ٢٢٠ ج ٤.
(٢) مقتل أبي مخنف ص ١٥.