فوصل إليها ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان ، وأقام (عليه السّلام) باقي شعبان وشهر رمضان ، وشوال وذي القعدة ، وثمان ليالي من ذي الحجّة (١).
٨ ـ كتب ورسل أهل الكوفة إلى الحسين (عليه السّلام) :
ولمّا وصل إلى أهل الكوفة نبأ هلاك معاوية ، ومعارضة الإمام الحسين (عليه السّلام) لحكم يزيد ، ومجيئه إلى مكة ، اجتمع نفر منهم في دار سليمان بن صرد الخزاعي (٢) ، ولمّا استقر بهم المجلس قام سليمان فيهم خطيباً ، وقال في آخر خطبته :
يا معشر الشيعة ، إنّكم قد علمتم بأنّ معاوية قد هلك وصار إلى ربّه ، وقدم على عمله ، وقد قعد في موضعه ابنه يزيد ، وهذا الحسين بن علي (عليهما السّلام) قد خالفه ، وصار إلى مكة هارباً من طواغيت آل أبي سفيان ، وأنتم شيعته وشيعة أبيه من قبله ، وقد احتاج إلى نصرتكم اليوم ؛ فإن كنتم تعلمون أنّكم ناصروه ومجاهدو عدوّه فاكتبوا إليه ، وإن خفتم الوهن والفشل فلا تغرّوا الرجل من نفسه (٣).
__________________
(١ و ٢) تاريخ الطبري ص ٢٣٣ ج ٤.
(٣) مقتل الحسين ـ محسن الأمين ص ٣٠ ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٦١.