ثمّ توالت الكتب والرسائل على الحسين (عليه السّلام) حتّى بلغت اثني عشر ألف كتاب.
٩ ـ جواب الإمام الحسين (عليه السّلام) إلى أهل الكوفة :
والإمام (عليه السّلام) لم يجب على تلكم الرسائل والكتب التي وصلته إلاّ بعد أن صلّى ركعتين بين الركن والمقام ، وسأل الله الخيرة في ذلك ، ثمّ كتب كتاباً إلى أهل الكوفة ، وهو جواب على كتبهم ، وأرسله مع هاني بن عروة وسعيد بن عبد الله ، وهذا نصّه :
«بسم الله الرحمن الرحيم. من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين.
أمّا بعد ، فإنّ هانئاً وسعيداً قدما عليّ بكتبكم ، وكانا آخر من قدِم عليّ من رسلكم ، وقد فهمت كلّ الذي اقتصصتم وذكرتم ، ومقالة جلكم : أنّه ليس علينا إمام ، فأقبل لعلّ الله أن يجمعنا بك على الحقّ والهدى. وأنا باعث إليكم أخي وابن عمّي ، وثقتي من أهل بيتي مسلم ابن عقيل ، وأمرته أن يكتب إليّ بحالكم وأمركم ورأيكم ، فإن كتب إليّ بأنّه قد أجمع رأي ملئكم ، وذوي الفضل والحجى منكم على مثل ما قدمت عليّ به رسلكم ، وقرأت في كتبكم ، فإنّي أقدم