والله ما لنفسي أبكي ، ولا لها من القتل أرثي وإن كنت لم أحبّ لها طرفة عين تلفاً ، ولكن أبكي لأهلي المقبلين إليّ ؛ أبكي لحسين وآل حسين».
٢٠ ـ رسالة شفوية من مسلم إلى الحسين (عليه السّلام) :
ثمّ إنّ مسلم أقبل على محمّد بن الأشعث وقال له : «هل عندك خير؟ تستطيع أن تبعث من عندك رجلاً على لساني يبلغ حسيناً ؛ فإنّي لا أراه إلاّ وقد خرج إليكم اليوم مقبلاً ، أو هو خارج غداً هو وأهل بيته ، وإنّ ما ترى من جزعي لذلك ، فيقول : إنّ ابن عقيل بعثني إليك ، وهو في أيدي القوم أسير ، لا يرى أن تمشي حتّى تُقتل ، وهو يقول : ارجع بأهل بيتك ، ولا يغرّك أهل الكوفة ؛ فإنّهم أصحاب أبيك الذي كان يتمنّى فراقهم بالموت أو القتل. إنّ أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني ، وليس لمكذوب رأي (١)؟
فقال الأشعث : لأفعلن ، ولأعلمن ابن زياد. ثمّ بعث الأشعث أياس بن العثل الطائي بهذه الرسالة
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٦٣.