ويستغفر الله ويسبّحه ، ويصلّي على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ويقول : اللّهمّ احكم بيننا وبين قوم غرّونا وكذّبونا وخذلونا. ثم صلّى ركعتين وضُرب عنقه ، ورمي بجسده من أعلى القصر.
وكان خروج مسلم بن عقيل يوم الإثنين ، وقُتل (عليه السّلام) يوم الثلاثاء لثماني ليال مضين من ذي الحجّة من يوم عرفة سنة ٦٠ هجرية ، وهو اليوم الذي خرج فيه الحسين من مكّة قاصداً العراق.
ثمّ أخرج هاني إلى سوق الجزارين وهو يقول : «وا مذحجاه! ولا مذحج لي اليوم ، إلى الله المعاد. اللّهمّ إلى رحمتك ورضوانك». ثمّ ضرب عنقه تركي مولى لعبيد الله بن زياد. وربط رجليهما بحبل ، وسحبوهما في السوق. فرثاهما الشاعر بقوله :
إذا كنتِ لا تدرين ما الموتُ فانظري |
|
إلى هانئٍ في السوقِ وابنِ عقيلِ |
٢٢ ـ كتاب ابن زياد إلى يزيد بن معاوية(١)
ولمّا قتل هاني بن عروة ومسلم بن عقيل ، حزّ
__________________
(١) انظر تفصيل ذلك في تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٨٤ ـ ٢٨٥ ، ومقتل الحسين ـ محسن الأمين ص ٥٧ ـ ٥٩.