«أمّا بعد ، فإنّك لم تعد إن كنت كما أحبّ ، عملت عمل الحازم ، وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش ، فقد أغنيت وكفيت ، وصدقت ظنّي بك ، ورأيي فيك. وقد دعوت رسوليك فسألتهما وناجيتهما فوجدتهما في رأيهما وفضلهما كما ذكرت ، فاستوص بهما خيراً. وإنّه قد بلغني أنّ الحسين بن علي قد توجّه نحو العراق ، فضع المناظر والمسالح ، واحترس على الظنّ ، وخذ على التهمة ، غير أن لا تقتل إلاّ مَنْ قاتلك ، واكتب إليّ في كلّ ما يحدث من الخبر ، والسلام عليك ورحمة الله» (١).
٢٤ ـ خطبة الإمام الحسين (عليه السّلام) في مكة
اُخبر الإمام الحسين (عليه السّلام) بأنّ يزيد بن معاوية قد زوّد عمرو بن سعيد بن العاص بخيل ورجال ، وأمره أن يقبض على الحسين ، ولو أبى لناجزه. ودس أيضاً ثلاثين رجلاً من شياطين بني اُميّة مع الحاج أن يغتالوا الحسين على أيّ حال اتفق ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة. فخاف (عليه السّلام) أن يُغتال في الحرم فتهتك حرمة المسجد ، وحرمة الشهر الحرام ، فقال :
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٧١.