بن عمر ، ومحمّد بن الحنفية وغيرهم (١).
وكان (عليه السّلام) يجيب كلاً من هؤلاء بجواب ، مثل : «استخير الله وانظر ما يكون» (٢). وقال لآخر : «إنّ أبي حدّثني أنّ بها كبشاً يستحلّ حرمتها ، فما أحبّ أن أكون أنا ذلك الكبش» (٣). أو مثل قوله لآخر : «أتاني رسول الله بعد مفارقتك ، فقال : يا حسين ، اخرج ؛ فإنّ الله قد شاء أن يراك قتيلاً» (٤). قيل له : فما حملك هذه النسوة معك؟ فقال (عليه السّلام) : «إنّ الله شاء أن يراهن سبايا» (٥). وقال (عليه السّلام) لبعضهم : «وأيم الله ، لو كنت في ثقب هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتّى يقتلوني. والله ليعتدنّ عليّ كما اعتدت اليهود في يوم السبت. والله لا يدعوني حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ، فإذا فعلوا ذلك سلّط الله عليهم مَنْ يذلّهم حتّى يكونوا أذلّ من فرام المرأة».(٦)
ثم جاءه عبد الله بن عمر وأشار عليه بصلح أهل الضلال ، وحذّره من القتل والقتال ، فقال له
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٨٨.
(٢ و ٣) مقتل الحسين ـ محسن الأمين ص ٦٣ ـ ٦٤.
(٤ و ٥) مقتل الحسين ـ محسن الأمين ص ٦٣ ـ ٦٤.
(٦) الفرام : خرقة الحيض.