بلغني أنّك قد توجّهت إلى العراق ، وإنّي أعيذك بالله من الشقاق ؛ فإنّي أخاف عليك فيه الهلاك ، وقد بعثت إليك عبد الله بن جعفر ويحيى بن سعيد ، فأقبل إليّ معهما ؛ فإنّ لك عندي الأمان والصلة والبرّ وحسن الجوار ، لك الله عليّ بذلك شهيد وكفيل ، ومراع ووكيل. والسلام عليك» (١) ، وبعثه مع عبد الله بن جعفر وأخيه يحيى بن سعيد ليكون أكثر اطمئناناً وثقة.
٣٠ ـ جواب الحسين (عليه السّلام) لعمرو بن سعيد والي يزيد على مكة
ثمّ إنّ عبد الله بن جعفر ويحيى بن سعيد جاءا بالكتاب إلى الحسين ، وهو في طريقه إلى العراق ، وألحّا أن ينثني عن عزمه ورجوعه إلى بلده آمناً مكرماً ، فأبى الحسين (عليه السّلام) واعتذر إليهما بما قاله في جواب عبد الله بن جعفر : «إنّي رأيت رؤيا فيها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، واُمرت فيها بأمر أنا ماضٍ له ، عليّ كان أو لي». فقالا : فما تلك الرؤيا؟ قال (عليه السّلام) : «ما حدّثت أحداً بها ، وما أنا محدّث أحداً حتّى ألقى
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٨٠.