ربّي». ثمّ إنّه (عليه السّلام) كتب جواباً لكتاب عمرو بن سعيد والي يزيد على مكّة ، جاء فيه :
«أمّا بعد ، فإنّه لم يشاقق الله ورسوله مَنْ دعا إلى الله عزّ وجلّ ، وعمل صالحاً ، وقال إنّني من المسلمين. وقد دعوتَ إلى الأمان والبرّ والصلة ، فخير الأمان أمان الله ، ولن يؤمن الله يوم القيامة مَنْ لم يخفه في الدنيا ، فنسأل الله مخافةً في الدنيا توجب لنا أمانه يوم القيامة ، فإن كنت نويت بالكتاب صلتي وبرّي فجزيت خيراً في الدنيا والآخرة ، والسّلام» (١).
٣١ ـ كتاب الحسين (عليه السّلام) الثاني لأهل الكوفة
ثمّ إنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) واصل سيره حتّى مرّ بوادي العقيق ، فلقي رجلاً من بني أسد ، يُسمّى بشر بن غالب قادماً من العراق فسأله عن أهلها. فقال : «خلفت القلوب معك ، والسيوف مع بني اُميّة». فقال (عليه السّلام) : «صدق أخو بني أسد ، إنّ الله يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد».
ثمّ أقبل الحسين (عليه السّلام) سائراً حتّى بلغ منطقة الحاجر من بطن الرمة ، كتب كتاباً إلى جماعة من أهل
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٨١.