قيس يصعد إلى المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبي (صلّى الله عليه وآله) وأكثر من الترحم على علي والحسن الحسين ، ولعن عبيد الله بن زياد وأباه وعتاة بني اُميّة ، ثمّ قال : «أيّها الناس ، هذا الحسين بن علي خير خلق الله ، ابن فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وأنا رسوله إليكم ، وقد خلفته بالحاجر فأجيبوه» (١).
عبيد الله : أمر به فرمي من أعلى القصر ، فتقطّع ومات (رضوان الله عليه).
٣٣ ـ الحسين يؤبّن قيساً :
فبلغ الحسين (عليه السّلام) قتله ، فاسترجع واستعبر بالبكاء ، ثمّ قرأ : «فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً». ثم قال (عليه السّلام) : «جعل الله له الجنة ثواباً ، اللّهمّ اجعل لنا ولشيعتنا منزلاً كريماً ، واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك ، وغائب مذخور ثوابك ، إنّك على كلّ شيء قدير» (٣).
__________________
(١) مقتل الحسين للامين ص ١٧ والطبري ص ٢٨٩ ج ٤.
(٢) انظر تفصيل ذلك في تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٩٨ ، مقتل الحسين ـ محسن الأمين ص ٧١.