وأثنى عليه ، ثمّ قال : «أيّها الناس ، إنّها معذرة إلى الله عزّ وجلّ وإليكم ، إنّي لم آتكم حتّى أتتني كتبكم ، وقدمت عليّ رسلكم : أن أقدم علينا ؛ فإنّه ليس لنا إمام ، لعلّ الله يجمعنا بك على الهدى. فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم ، فإن تعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم أقدم مصركم ، وإن لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي أقبلت منه إليكم» (١). فسكتوا عنه ، وقيل للمؤذن : أقم للصلاة. فقال الحسين (عليه السّلام) للحرّ : «صلِّ أنت بأصحابك». فقال الحرّ : «لا بل تصلّي أنت ونصلّي بصلاتك». فصلّى بهم الحسين (عليه السّلام) وانصرف إلى خيامه.
٤٥ ـ الخطبة الثانية للحسين (عليه السّلام) أمام كتيبة الحرّ :
ولمّا دخل وقت صلاة العصر أمر الحسين (عليه السّلام) فنودي لصلاة العصر وأقام ، فجاء (عليه السّلام) وصلّى بهم صلاة العصر ، ثمّ توجّه إليهم فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : «أمّا بعد ، أيّها الناس ، فإنّكم إن تتقوا الله وتعرفوا الحقّ لأهله يكن أرضى لله عنكم ، ونحن
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٩٧.