أهل بيت محمّد أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم ، والسائرين فيكم بالجور والعدوان ، وإن أبيتم إلاّ الكراهية لنا ، والجهل بحقّنا ، وكان رأيكم الآن غير ما أتتني به كتبكم ، وقدمت به عليّ رسلكم ، انصرفت عنكم» (١).
فأجابه الحرّ بن يزيد : أنا والله ما أدري ما هذه الكتب والرسل. فقال الحسين (عليه السّلام) لعقبة بن سمعان : «اخرج الخرجين اللذين فيهما كتبهم إليّ». فأخرج خرجين مملوءين صحفاً فنثرت بين يديه(٢). فقال الحرّ : إنّا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك ، وقد اُمرنا أن لا نفارقك حتّى نقدمك الكوفة على عبيد الله بن زياد فقال الحسين (عليه السّلام) : «الموت أدنى إليك من ذلك». ثمّ قال لأصحابه : «قوموا فاركبوا». واُركبت النسوة ، فقال : «انصرفوا». فحال الجيش الاُموي دونهم.
الحسين (عليه السّلام) قال للحرّ : «ثكلتك اُمّك! ما تريد؟».
الحرّ : لو غيرك من العرب يقولها لي ، وهو على
__________________
(١) مقتل الحسين للامين ص ٨١ والطبري ص ٢٩٨ ج ٤.
(٢) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٠٣ ، مقتل الحسين ـ محسن الأمين ص ٨١.