معنى في القلب بطريق الفيض أي بلا اكتساب وفكر ولا استفاضة بل هو وارد غيبي ورد من الغيب ، وقد يزاد من الخير ليخرج الوسوسة.
ولهذا فسّره البعض بإلقاء الخير في قلب الغير بلا استفاضة فكرية منه. ويمكن أن يقال استغنى عنه لأن الإلقاء من الله تعالى لأنه المؤثّر في كل شيء. فقولهم بطريق الفيض يخرج الوسوسة لأنه ليس إلقاء بطريق الفيض بل بمباشرة سبب نشأ من الشيطان وهو أخص من الإعلام إذ الإعلام قد يكون بطريق الاستعلام. وهو أي الإلهام ليس سببا يحصل به العلم لعامة الخلق ويصلح للإلزام على الغير ، لكن يحصل به العلم في حقّ نفسه ، هكذا يستفاد من شرح العقائد النسفية وحواشيه.
الإلهامية : [في الانكليزية] Al Ilhamiyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Ilhamiyya (secte)
فرقة من المتصوّفة المبطلة وهم موافقون للقرامطة والدّهرية ، فهم يعرضون عن قراءة وتعلّم القرآن والعلوم الدينية ، ويقولون : المسلم الظاهر هو حجاب لطريق الباطن ، وإنما يتعلمون الأشعار (١). كذا في توضيح المذاهب.
الألوهية : [في الانكليزية] Divinity ، deism ـ [في الفرنسية] Divinite ، deisme ، theisme
هي عند الصوفية اسم مرتبة جامعة لمراتب الأسماء والصفات كلها ، كذا في شرح الفصوص في الفص الأول. وفي الإنسان الكامل جمع حقائق الوجود وحفظها في مراتبها يسمّى الألوهية. والمراد بحقائق الوجود أحكام المظاهر مع الظاهر فيها أعني الحق والخلق.
فشمول المراتب الإلهية والكونية وإعطاء كلّ ذي حقّ حقه من مرتبة الوجود هو معنى الألوهية.
والله اسم لربّ هذه المرتبة ، ولا يكون ذلك إلاّ الذات الواجب الوجود ؛ فأعلى مظاهر الذات الألوهية إذ له الحيطة على كل مظهر. فالألوهية أمّ الكتاب والقرآن هو الأحدية والفرقان هو الواحدية والكتاب المجيد هو الرحمانية ، كل ذلك بالاعتبار وإلاّ فامّ الكتاب بالاعتبار الأولي الذي عليه اصطلاح القوم ، هو ماهية كنه الذات. والقرآن هو الذات ، والفرقان هو الصفات ، والكتاب هو الوجود المطلق. ولا خلاف بين القولين إلاّ في العبارة والمعنى واحد. فأعلى الأسماء تحت الألوهية الأحدية. والواحدية أول تنزّلات الحق من الأحدية. فأعلى المراتب التي شملتها الواحدية المرتبة الرحمانية ، وأعلى مظاهر الرحمانية في الربوبية ، وأعلى مراتب الربوبية في اسمه الملك ، فالملائكة (٢) تحت الربوبية والربوبية تحت الرحمانية والرحمانية تحت الواحدية والواحدية تحت الأحدية والأحدية تحت الألوهية ، لأن الألوهية إعطاء حقائق الوجود وغير الوجود حقّها مع الحيطة والشمول. والأحدية حقيقة من حقائق الوجود فالألوهية أعلى ، ولذا كان اسمه الله أعلى الأسماء وأعلى من اسمه الأحد ، انتهى ما في الإنسان الكامل.
قال العلماء : الله اسم للذات الواجب الوجود والمستحق لجميع المحامد. وذكر الوصفين إشارة إلى استجماع اسم الله جميع صفات الكمال. أمّا وجوب الوجود فلأنه (٣) يستتبع سائر صفات الكمال. وأمّا استحقاق جميع المحامد فلأن كلّ كمال يستحق أن يحمد
__________________
(١) وايشان موافق اند به قرامطه ودهريه كه از خواندن وآموختن قران وعلوم ديني اعراض كنند وگويند كه مسلم ظاهر حجاب راه باطن است وابيات واشعار آموزند كذا في توضيح المذاهب.
(٢) الملكية (م).
(٣) فإنه (م ، ع).