في مقابلة الرجاء في مقام النفس. والبسط في مقام الخفي هو أن يبسط الله العبد مع الخلق ظاهرا ويقبضه إليه باطنا رحمة للخلق ، فهو يسع الأشياء ويؤثّر في كلّ شيء ولا يؤثّر فيه شيء. وقيل : القبض ليس أيضا قبضا إلاّ إذا كان من حركة النّفس وظهوره بصفتها. وأما السّالك صاحب القلب فلا يرى أبدا القبض ، فروحه تبقى مستأنسة على الدوام. وقالوا أيضا : القبض اليسير هو عقوبة بسبب الإفراط في البسط ، وبمعنى آخر : إذا أقبلت الواردات الإلهيّة على السّالك صاحب القلب فيمتلئ قلبه فرحا ، فنفسه حينئذ تسترقّ السمع وتحصل على نصيب من ذلك ، ونظرا لطبيعتها تأخذ في العصيان وتفرط في البسط حتى يصير مشابها للبسط القلبي ، والله تعالى من باب العقوبة للنفس يلقي حالة القبض.
اعلم بما أنّ السّالك يرتقي من عالم القلب ويخرج من حجاب القلب الذي هو لأهل القلوب حجاب ، ومن الوجود النوراني الذي هو يتخلّص حتى يصل إلى عالم الفناء والبقاء ، فلا يعود القبض والبسط مفيدا له ، ولا تتصرف فيه الأحوال ، فلا قبض ولا بسط. قال الفارس : يجد المحبّ أوّلا القبض ثم البسط ثم لا قبض ولا بسط لأنّهما يقعان في الموجود. فأمّا مع الفناء والبقاء فلا ، انتهى ما في مجمع السلوك. وعند أهل الجفر يطلق بالاشتراك على أشياء على ما في أنواع البسط.
أول بسط عددي : وتحصيل ذلك على نوعين : أحدها في بسط الحروف والآخر في بسط التركيب ، وكلاهما مستحسن ومتداول.
أما الطريق الأوّل : فهو أن تأتي بالكلمة وتقطع حروفها ثم انظر كم يكون نتيجة كلّ حرف من الأعداد بحساب الجمّل على التّرتيب الأبجدي ، ثم استخرج الأعداد واجمعها ، فمثلا : كلمة محمد تصبح بعد التقطيع : ميم وحاء وميم ودال. فالميم تساوي ٩٠ وهي تعادل حرف ص وما تعادل ٩ أي تساوي حرف ط والميم الثانية ٩٠ أي ص. وعدد لفظ الحرف دال يساوي ٣٥ وهو يعادل الحرفين ه. ل. إذن الحروف الحاصلة من بسط عدد كلمة محمد هي : ص ط ص هـ ل.
والطريقة الثانية : فهي أن نأخذ الرقم الناتج من جمع حروف كلمة ما ثم نحاول استنطاقها ، أي استخراج حرف أو أكثر منها.
فمثلا كلمة محمد يساوي جمع حروفها الرقم ٩٢ ، وباستنطاقها يمكن أن نحصل على حرفين هما : الباء والصاد. [الباء ٢ وص ٩٠] بحساب الجمل. وهذا الطريق للعدد من فوقه كذا. وإذا كان لدينا اسم ، مجموع حروفه مثلا : ٢٢٤ ، فبالاستنطاق يكون لدينا ثلاثة حروف هي الراء ٢٠٠ والكاف ٢٠ والدال ٤.
والنوع الثاني من بسط الحروف هو ما يقال له : بسط تلفّظ وبسط باطني ، وهو عبارة عن التلفّظ بالحروف في الكلمة الواحدة ، كما هي في حال الانفراد. فمثلا محمد : نلفظه هكذا ميم حا ميم دال. ويقال للحرف الأول من كل حرف العالي الأول ، ويقال للباقي حروف بنيات. كذا. فمثلا الحرف الأول من ميم هو م والباقي يم فالميم الأولى هي بالفارسية زبر : ومعناها فوق أو العالي. والباقي تسمّى بنيات.
والنوع الثالث : بسط طبيعي ، وهو عبارة عن الإتيان بحروف مقوّية أو مربيّة لحروف الاسم المطلوب بحسب طبيعة كل منها. بحيث تكون الحروف الناريّة مربيتها هي من الحروف الهوائية ، وتكون الحروف الناريّة مقوّية للحروف الهوائية ، وهكذا الحروف الترابية مربية للحروف المائية ، والمائية مقوّية للترابية. والحروف النارية هي : جز كس قثظ. والحروف الترابية : دحلع رخغ. إذن حاصل البسط الطبيعي لكلمة محمد : هو ن ز ن ج. لأنّ الميم نارية في الدرجة