والتفاعيل.
والأصول من تلك الأجزاء ثمانية في اللفظ وعشرة في الحكم ، وتسمّى
فواصل وأركانا وأجزاء. وفي رسالة قطب الدين السرخسي وتسمّى بأصول الأفاعيل أيضا.
ثم قال فإثنان من تلك الأصول خماسيان مركّبان من سبب خفيف ووتد مجموع ، فإن تقدّم
الوتد فهو فعولن ، وإن تأخّر ففاعلن ، وستة سباعية ، وهي على قسمين : الأول ما هو
مركّب من وتد وسببين خفيفين. فإن كان وتده مجموعا فإن تقدّم على سببيه فهو مفاعيلن
وإن توسّط بينهما فهو فاعلاتن في غير المضارع ، وإن تأخّر عنهما فهو مستفعلن في
البسيط والرجز والسريع والمنسرح. وإن كان وتده مفروقا فإن تقدّم على سببيه فهو فاع
لاتن في المضارع خاصة ، وإن توسّط بينهما فهو مس تفع لن في الخفيف والمجتثّ ، وإن
تأخّر عنهما فهو مفعولات. والثاني ما هو مركّب من وتد مجموع وفاصلة صغرى. فإن
تقدّم الوتد فهو مفاعلتن. وإن تأخّر فهو متفاعلن. فإن لم يعرض لهذه الأجزاء تغيّر
يخرجها من هذا الوزن فهي سالمة. وإن عرض فمزاحفة انتهى كلامه. وتطلق الأجزاء على
هذه الثلاثة أيضا ، أي السبب والوتد والفاصلة كما يقول في جامع الصّنائع ، والعرب
هكذا يوردون نظائر أجزاء : لم أر على رأس جبل سمگتن. والفرس يسمّون الكلمات
المتضمّنة لهذه الحركات والسكنات أجزاء. ومتى تركّبت بعض هذه الأجزاء مع بعضها
الآخر أو تكرّرت فيسمّون ذلك قالبا. يعني : يسمونه جزء بيت. والعرب يسمّون القالب
جزءا وجمعه أجزاء. ومنها ما هو مصطلح الصّوفية في كشف اللّغات حيث يقول : الجزء في
اصطلاح المتصوّفة هو الكثرات والتعينات .
الجزئية
: [في الانكليزية] Particular ، individual ـ [في الفرنسية] Particulier ، individuel
بالضم عند الحكماء
والمنطقيين يطلق على معان. الأول كون المفهوم بحيث يمنع نفس تصوّره من وقوع الشركة
في ذلك المفهوم ويسمّى ذلك المفهوم جزئيا حقيقيا. وفي علم النحو يسمّى علما شخصيا.
قيل وفيه بحث ، فإنّ اسم الإشارة والضمائر ونحوهما من الأسماء التي يكون الوضع فيها عاما والموضوع له خاصا من أفراد الجزئي
الحقيقي على المذهب المختار ، ولا يسمّيها النحاة أعلاما. والثاني كون المفهوم
مندرجا تحت كلّي ويسمّى ذلك المفهوم جزئيا إضافيا ، والمعنى الأول أخصّ مطلقا من
الثاني. ويقابل الجزئي الحقيقي الكلّي الحقيقي والجزئي الإضافي الكلّي الإضافي ،
ويجئ توضيحه في لفظ الكلي. والثالث القضية التي يكون الحكم فيها على بعض أفراد
الموضوع ، هذا في الحمليات. وأمّا في الشرطيات فيعتبر بالنسبة إلى بعض تقادير
المقدّم ويجئ في لفظ المحصورة ، وفي لفظ الشرطية. والرابع العلوم التي موضوعاتها
أخصّ من موضوع علم آخر كعلم الطب بالنسبة إلى العلم الطبيعي فإنّه جزئي منه ، وقد
سبق في المقدمة في بيان تقسيم العلوم المدونة. والخامس الأفلاك التي هي أجزاء من
أفلاك أخر ويجئ في لفظ الفلك.
__________________