الرّوم : [في الانكليزية] Softening of the accentuation ، slowing ـ [في الفرنسية] Adouciement de laccentuation ، ralentiement
بالفتح وسكون الواو عند القرّاء والصرفيين عبارة عن النطق ببعض الحركة. وقال بعضهم تضعيف الحركة وتنقيصها حتى يذهب معظمها. قال ابن الجزري : وكلا القولين واحد ويختص بالمرفوع والمجرور والمضموم والمكسور بخلاف المفتوح ، لأنّ الفتحة خفيفة إذا خرج بعضها خرج سائرها فلا يقبل التبعيض ، كذا في الاتقان في بحث الوقف.
الرؤيا : [في الانكليزية] Vision ، reverie ، fantasm ، dream ـ [في الفرنسية] Vision ، reverie ، fantasm ، reve
بالضم وسكون الهمزة الرؤيا المنامية أو ما يرى في النّوم كما في المنتخب. وأمّا في مجمع السّلوك فيقول : ثمّة فرق بين الرؤيا وبين ما يرى من وقائع من وجهين : الاوّل : من طريق الصّورة والثاني : من طريق المعنى. فالموافقة من طريق الصّورة تكون بين النوم واليقظة. وإمّا تكون صرفا في اليقظة وأمّا من طريق المعنى : فذلك بأنّ حجاب الخيال يخرج وهو غيبي صرف. مثلما الروح في مقام التجرّد عن الأوصاف البشرية تدرك ذلك. وهذه واقعة روحانية مطلقة وحينا تكون بتأييد من نظر الروح بنور إلهي. وهذا النوع واقعة ربّانية صرفة لأنّ المؤمن ينظر بنور الله تعالى.
وأمّا المنام فهو عند زوال الإحساس بالكليّة ، وصار الشأن للخيال وعندئذ تبدأ المخيّلة برؤية أشياء بعد غلبة الحواس. وهذا النوع من التخيّلات على قسمين :
أحدها : أضغاث أحلام وهي رؤى تدركها النفس بواسطة الخيال ، وهي وساوس شيطانية وهواجس نفسانية من إلقاء النفس أو الشيطان. وله خيال مصوّر مناسب ولا تعبير له.
والثاني : الرؤيا الجيّدة وهي التي يقال لها الرؤيا الصالحة وهي جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوّة ، كما أخبر بذلك عليه الصلاة والسلام. وتوجيه هذا الحديث بأنّ مدة أيام نبوته صلىاللهعليهوسلم ثلاث وعشرون سنة ومن بينها ستّة أشهر في الابتداء ، كان الوحي يتنزّل على النبي صلىاللهعليهوسلم في عالم الرؤيا. فبناء على هذا تعدّ الرؤيا الصالحة جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة.
والرؤيا الصالحة ثلاثة أنواع : أحدها : ما لا يحتاج إلى تأويل أو تعبير مثل رؤيا إبراهيم عليهالسلام التي تنصّ بصراحة : (إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) الصافات ١٠٢.
ثانيها : ما يحتاج فيها إلى التأويل في بعضها وبعضها الآخر واضح لا حاجة إلى تأويله ، كما في رؤيا يوسف عليهالسلام : (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) سورة يوسف : ٤. فالأحد عشر كوكبا والشمس والقمر محتاجة إلى تأويل ، أمّا السجود فظاهر (خَرُّوا لَهُ سُجَّداً).
ثالثها : ما كان في حاجة إلى تأويل بالجملة كرؤيا ملك مصر : (إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ ...) سورة يوسف ٤٣.
وفي الحقيقة : إنّ الرؤيا الصالحة بشكل عام ليست هي التي يكون تأويلها صحيحا وأثرها ظاهرا لأنّ ذلك يقع للمؤمن والكافر. بل إنّ الرؤيا الصالحة هي تلك المؤيّدة بالنور الإلهي. وهذه لا تكون إلاّ لنبي أو ولي أو مؤمن ، وهي جزء من أجزاء النبوة.
إذن : إذا كانت النفس مؤيّدة بتأييد نور الروح لا بتأييد النور الإلهي فليست تلك برؤيا صالحة.
ويقول صاحب مرصاد العباد : الرؤيا نوعان : رؤيا صالحة ، ورؤيا صادقة. أمّا الرؤيا الصالحة فهي التي يراها المؤمن أو الوليّ أو النبي ويصدق تعبيرها ، أو يكون تأويلها صحيحا. وهكذا يتحقّق