الوجدانية ؛ إذ التقليد إنما يكون في الامور النظرية. وكذا في المرتبة الثانية المتضمنة للاستدلال بالأثر على المؤثر ، فإنه متى كان وجوده عزوجل بديهيا ضروريا فإنه لا يحتاج إلى استدلال. وتوهم ذلك من الآيات التي أشرنا إليها قد عرفت ما فيه.
ولا بأس بنقل شيء من كلمات السيد رضي الدين بن طاوس عليه الرحمة في المقام وإن طال به زمام الكلام فإنه من أهم المهام ، وخصوصا أن الكتاب المذكور فيه قليل الوجود والدوران في أيدي الإخوان ، فأقول : قال ـ قدس الله تعالى نفسه ، وطيب رمسه ـ في كتاب (كشف المحجة لثمرة المهجة) : (واعلم يا ولدي يا محمد ، وجميع ذريتي وذوي مودتي أنني وجدت كثيرا ممن رأيته وسمعت به من علماء الإسلام قد ضيقوا على الأنام ما كان سهّله الله جل جلاله ، ورسوله صلىاللهعليهوآله من معرفة مولاهم ومالك دنياهم واخراهم ؛ فإنك تجد كتب الله جل جلاله السالفة و (القرآن) الشريف مملوءة من التنبيهات بالدلالات على معرفة محدث الحادثات ومغيّر المغيرات ومقلّب الأوقات. وترى علوم سيدنا خاتم الأنبياء وعلوم من سلف من الأنبياء ـ صلوات الله عليه وآله وعليهم ـ على سبيل كتب الله جل جلاله المنزلة عليهم في التنبيه اللطيف والتشريف بالتكليف ، ومضى على ذلك الصدر الأول من علماء المسلمين وإلى أواخر من كان ظاهرا من الأئمَّة المعصومين عليهمالسلام أجمعين ، فإنّك تجد من نفسك بغير إشكال أنك لم تخلق جسدك ولا روحك ولا حياتك ولا عقلك ولا ما خرج عن اختيارك من الآمال والأحوال والآجال ، ولا خلق ذلك أبوك ولا امّك ولا من تقلبت بينهم من الآباء والامهات ، ولأنك تعلم يقينا أنهم كانوا عاجزين عن هذه المقامات. ولو كان لهم قدرة على تلك المهمات ، ما كان قد حيل بينهم وبين المرادات وصاروا من الأموات ، فلم يبق مندوحة أبدا عن واحد منزّه عن إمكان المتجدّدات خلق هذه