وعزرة بن عزرة الأحمسي (١).
وعمر بن قيس ذي اللحية ، وهانئ بن أبي حية الوادعيان.
فشهد عليه سبعون رجلاً.
وكتبت شهادة هؤلاء الشهود في صحيفة ، ثمّ دفعها إلى وائل بن حجر الحضرمي وكثير بن شهاب الحارثي ، وبعثهما عليهم ، وأمرهما أن يخرجا بهم.
وكتب في الشهود شريح بن الحارث القاضي ، وشريح بن هانئ الحارثي ؛ فأمّا شريح فقال : سألني عنه فأخبرته أنّه كان صوّاماً قوّاماً ؛ وأمّا شريح بن هانئ الحارثي فكان يقول : ما شهدت ، ولقد بلغني أن قد كتبت شهادتي فأكذبته ولمته. وجاء وائل بن حجر وكثير بن شهاب فأخرج القوم عشية ، وسار معهم صاحب الشرطة حتّى أخرجهم من الكوفة.
فلمّا انتهوا إلى جبانة عرزم نظر قبيصة بن ضبيعة العبسي إلى داره ، وهي في جبانة عرزم ، فإذا بناته مشرفات ، فقال لوائل وكثير : ائذنا لي فأوصي أهلي. فأذنا له ، فلمّا دنا منهنّ وهن يبكين سكت عنهنّ ساعة ، ثمّ قال : اسكتن. فسكتن ، فقال : اتقينَ الله عزّ وجلّ واصبرنَ ؛ فإنّي أرجو من ربّي في وجهي هذا إحدى الحسنيِّين ؛ إمّا الشهادة وهي السعادة
__________________
(١) في رواية البلاذري عن المدائني عزرة بن قيس الأحمسي وهو الصحيح. قال أبو مخنف : قال حبيب بن مظاهر : أما والله لبئس القوم عند الله غداً قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرّية نبيّه صلىاللهعليهوآله وعترته وأهل بيته عليهمالسلام ، وعباد أهل هذا المصر المجتهدين بالأسحار ، والذاكرين الله كثيراً. فقال له عزرة بن قيس : إنّك لتزكّي نفسك ما استطعت. فقال له زهير : يا عزرة ، إنّ الله قد زكّاها وهداها ، فاتق الله يا عزرة فإنّي لك من الناصحين. أنشدك الله يا عزرة أن تكون ممّن يعين الضلال على قتل النفوس الزكية. قال : يا زهير ، ما كنت عندنا من شيعة أهل هذا البيت ، إنما كنت عثمانياً! قال : أفلست تستدل بموقفي هذا أنّي منهم؟ أما والله ما كتبت إليه كتاباً قط ، ولا أرسلت إليه رسولاً قط ، ولا وعدته نصرتي قط ، ولكن الطريق جمع بيني وبينه ، فلمّا رأيته ذكرت به رسول الله صلىاللهعليهوآله ومكانه منه ، وعرفت ما يقدم عليه من عدوّه وحزبكم ، فرأيت أن أنصره وأن أكون في حزبه ، وأن أجعل نفسي دون نفسه ؛ حفظاً لما ضيّعتم من حقّ الله وحقّ رسوله صلىاللهعليهوآله. وكان على الخيل في المعركة. (تاريخ الطبري ٥ / ٤١٧ سنة ٦١).