انطُلق بحجر بن عدي كان ابن عمر يتخبّر عنه ، فأُخبر بقتله وهو بالسوق ، فأطلق حبوته وولّى وهو يبكي (١).
وروى الطبري وغيره : أنّ معاوية حين حجّ سنة ٥٦ هجرية مرّ على عائشة ، فاستأذن عليها فأذنت له ، فلمّا قعد قالت له : يا معاوية ، أأمنت أن اُخبِّئ لك مَنْ يقتلك؟! قال : بيت الأمن دخلت. قالت : يا معاوية ، أما خشيت الله في قتل حجر وأصحابه؟! قال : لست أنا قتلتهم ، إنّما قتلهم مَنْ شهد عليهم.
وفي رواية ابن عساكر : فقال لها : يا أمّ المؤمنين ، إنّي رأيت قتلهم صلاحاً للأمّة ، وأنّ بقاءهم فساداً للأمّة. فقالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «سيُقتل بعذراء أُناس يغضب الله لهم وأهل السماء» (٢).
وكانت عائشة تقول في حجر : أما والله ، إن كان ما علمت لمسلماً حجاجاً معتمراً (٣).
وروى عن عثمان البري قال : كان الحسن (البصري) إذا ذكر معاوية قال : ويل معاوية من حجر وأصحاب حجر! يا ويله (٤)!
قال ابن سيرين : بلغنا أنّ معاوية لمّا حضرته الوفاة جعل يقول : يومي منك يا حجر طويل (٥).
وقال سفيان الثوري : قال معاوية : ما قتلت أحداً إلاّ وأنا أعلم فيم قتلته إلاّ حجر
__________________
(١) الاستيعاب ـ ترجمة حجر.
(٢) أنساب الأشراف ـ القسم الرابع ، الجزء الأوّل / ٢٦٦ ، تهذيب تاريخ دمشق ـ لابن عساكر ٦ / ٢٤١ ، ترجمة حجر. وفيه أيضاً وفي دلائل البيهقي ، وتاريخ يعقوب بن سفيان عن عبد الله بن زرير الغافقي قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول : «يا أهل العراق ، سيُقتل منكم سبعة نفر بعذراء ، مثلُهم كمثل أصحاب الاُخدود».
(٣) تاريخ الطبري ٥ / ٢٧٩.
(٤) البلاذري ق ٤ ج ١ / ٢٦٥ ، الطبري ، ابن الأثير.
(٥) ابن الأثير ٣ / ٤٨٨.