الذين لم يبايعوا علياً ، والتحق بمعاوية حاملاً معه قميص عثمان وأصابعه ، وكان أيضاً أحد القادة الذين دفع بهم معاوية ليغيروا على أطراف الكوفة سنة ٣٩ قتلاً ونهباً ثمّ الهروب.
وكما عادت الكوفة بستاناً لقريش كذلك عادت كما كانت على عهد عمر منطقة سامعة مطيعة للخليفة تعمل بأمره وترى رؤيته.
روى الطبري قال : ودنا عمرو بن الحجّاج من أصحاب الحسين (والمعركة دائرة) يقول : يا أهل الكوفة ، ألزموا طاعتكم وجماعتكم ، ولا ترتابوا في قتل مَنْ مرق من الدين وخالف الإمام (١).
أقول : ومراده بالإمام : الخليفة يزيد.
وروى أيضاً : أنّ أصحاب الحسين عليهالسلام طلبوا من جيش عمر بن سعد أن يكفّوا عنهم حتّى يصلّوا ، فقال لهم الحصين بن تميم : إنّها لا تُقبل (٢).
وروى أيضاً : أنّ يزيد بن معقل أحد جنود معسكر ابن سعد قال لبرير بن خضير : هل تذكر وأنا اُماشيك في بني لوذان ، وأنت تقول : إنّ عثمان بن عفان كان على نفسه مسرفاً ، وإنّ معاوية بن أبي سفيان ضالٌّ مضل ، وإنّ إمام الهدى والحقّ علي بن أبي طالب؟ فقال برير : أشهد أنّ هذا رأيي وقولي. فقال له يزيد بن معقل : فإنّي أشهد أنّك من الضالّين (٣).
وفي البحث الآتي توضيح أكثر عن هذه المسألة.
__________________
الخدري ، ومحمد بن مسلمة ، والنعمان بن بشير ، وزيد بن ثابت ، ورافع بن خديج ، وفضالة بن عبيد ، وكعب بن عجرة كانوا عثمانية. (وفي ٥ / ١٣٣) : ثمّ دخلت سنة تسع وثلاثين ، ذكر ما كان فيها من الأحداث ، فممّا كان فيها من الأحداث المذكورة ، تفريق معاوية جيوشه في أطراف علي ، فوجّه النعمان بن بشير فيما ذكر علي بن محمّد بن عوانة في ألفي رجل إلى عين التمر ، وبها مالك بن كعب مسلحة لعلي في ألف رجل ، فأذن لهم ، فأتوا الكوفة وأتاه النعمان.
(١) تاريخ الطبري ٤ / ٣٣١ ، طبعة الأعلمي ـ بيروت.
(٢) تاريخ الطبري ٤ / ٣٣٤.
(٣) تاريخ الطبري ٤ / ٣٢٨.