الفصل الرابع : اُطروحة معاوية للحكم
الحاكم الاُموي خليفة الله :
من الحقائق الثابتة التي اتفقت كتب التاريخ على روايتها ، هي : أنّ عبد الملك ومَنْ بعده من الخلفاء الاُمويِّين وصفوا أنفسهم بأنّهم خلفاء الله في الأرض ، وفيما يلي طرف من هذه النصوص :
روى أبو داود عن سليمان الأعمش ، قال : جمَّعتُ مع الحجّاج فخطب خطبة قال فيها : فاسمعوا وأطيعوا لخليفة الله وصفيِّه عبد الملك بن مروان (١).
قال قيس بن عبد الله الرقيات يمدح عبد الملك :
وقال الفرزدق يمدح عبد الملك بن مروان :
خليفةُ اللهِ فوقَ منبرِهِ |
|
جفّت بذلكَ الأقلامُ والكتبُ (٢) |
وقال جرير :
فالأرضُ للهِ ولاّها خليفتَهُ |
|
وصاحبُ اللهِ فيها غيرُ مغلوبِ |
فأصبحَ اللهُ ولي الأمرَ خيرَهمُ |
|
بعد اختلافٍ وصدعٍ غيرِ مَشعوبِ |
وقال جرر:
__________________
(١) الفرق الإسلاميّة في بلاد الشام ـ حسن عطوان / ٢١٨.
(٢) طبقات فحول الشعراء ٢ / ٦٥٥.