البحر ، ومنقبة لولده يزيد ؛ لأنّه أوّل مَنْ غزا مدينة قيصر (١).
قال ابن حجر : كان يزيد أمير ذلك الجيش بالاتفاق ، وكانت غزوة يزيد المذكورة في سنة اثنتين وخمسين من الهجرة.
وقوله : (قد أوجبوا) : أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة.
وتوجد بعض الأخبار تشير إلى تسمية جيش الغزو بـ (خيل الله) :
روى أبو داود قال : حدّثنا محمّد بن داود بن سفيان ، حدّثني يحيى بن حسان ، أخبرنا سليمان بن موسى أبو داود ، ثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب ، حدّثني حبيب بن سليمان ، عن أبيه سليمان بن سمرة ، عن سمرة بن جندب : أمّا بعد ، فإنّ النبي صلىاللهعليهوآله سمّى خيلنا خيل الله إذا فزعنا ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يأمرنا إذا فزعنا بالجماعة والصبر والسكينة وإذا قاتلنا (٢).
وروى الطبري عن أبي مخنف قال : إنّ عمر بن سعد نهض عشية الخميس لتسع من المحرم ونادى : يا خيل الله اركبي وابشري. وزحف نحو الحسين عليهالسلام (٣).
جيش خليفة الله :
ومن المفيد أن نتذكر هنا أنّ خيل الله هذه وجيش الفتوح هذا قد أولاه معاوية وولاته عناية خاصة ؛ ليكون جيشاً مطيعاً للخليفة الاُموي ، يسمع كلمته ، ويرى رؤيته في الحكّام وفي بني اُميّة من جهة بصفتهم أئمّة هدى ، وحماة الدين ، وأولياء النبي صلىاللهعليهوآله ، وفي علي وأهل بيته عليهمالسلام بصفتهم أئمّة ضلالة ، وأعداء الله ورسوله ؛ جيشاً خالياً من أيّ متّهم بحبّ علي عليهالسلام فضلاً عن كونه من شيعته.
__________________
نعيم وعبد الرزاق بن همام وغيرهما ، مات بتست في سنة تسع وخمسين ومئتين.
(١) قال العيني يرد على المهلب : وأيّ منقبة كانت ليزيد وحاله مشهور؟ الثقاة ـ لابن حِبّان ٣ / ٢٠٨.
(٢) سنن أبي داوود ٣ / ٢٥ ، أيضاً المعجم الكبير ـ للطبراني ٧ / ٢٦٩.
(٣) تاريخ الطبري ٤ / ٣١٥.