روى أبو مخنف عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق ، عن أبي سعيد المقبري قال : لمّا سار الحسين عليهالسلام نحو مكّة قال : (فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). فلمّا دخل مكّة قال : (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ) (١).
قال الطبري : وعزل يزيد الوليد بن عتبة عن المدينة ، عزله في شهر رمضان فأقرّ عليها عمرو بن سعيد الأشدق.
الحسين عليهالسلام في مكّة :
بيت بني هاشم زمن الحسين عليهالسلام له موقع متميّز في المجتمع الإسلامي بحكم كونه البيت الذي أنجب النبي صلىاللهعليهوآله ، وهو كباقي البيوت الشاخصة له قدرة على حماية الفرد المنتسب إليه ، شأنه في ذلك شأن البيوتات المعروفة ، وكانوا آنذاك أكثر من أربعين رجلاً ، وكان البارزون في هذا البيت زمن الحسين عليهالسلام عدّة ، منهم :
عبد الله بن عباس :
وهو أبرز شخصية علمية إسلاميّة بعد الحسين عليهالسلام ، وقد كان من المقرّبين إلى الخليفة عمر ، وعيَّنه في وقته مقرئاً لكبار الصحابة ، أمثال عبد الرحمن بن عوف وغيره. ثمّ برز على عهد علي عليهالسلام حين كان واليه على البصرة طيلة عهده ، ثمّ كانت له بعد وفاة علي عليهالسلام مع معاوية صلات قوية ومحاورات ذكرتها كتب التاريخ.
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب :
من الشخصيات الاجتماعية البارزة آنذاك المعروفة بالكرم وقضاء الحوائج ، وكانت له علاقات قوية جدّاً مع معاوية (٢) ويزيد ورجالات بني اُميّة.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٣٤٣.
(٢) روى البلاذري ٢ / ٣١٢ ، قال : قدم معاوية المدينة ، فأمر حاجبه أن يأذن للناس ، فخرج فلم يرَ أحداً