لا أرهبُ الموت إذا الموت رَقى |
|
حتى أُوارى في المصاليتِ لَقى |
نفسي لنفس المصطفى الطهر وِقا |
|
إنّي أنا العباس أغدوا بالسِّقا |
ولا أخافُ الشرّ يوم الملتقى
ففرّقهم ، فكمن له زيد بن الورقاء الجهني من وراء نخلة ، وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسي فضربه على يمينه ، فأخذ السيف بشماله وحمل عليه وهو يرتجز :
واللهِ إن قطعتمُ يميني |
|
إنّي اُحامي أبداً عن ديني |
وعن إمامٍ صادقِ اليقين |
|
نجلِ النبيِّ الطاهرِ الأمينِ |
فقاتل حتّى ضعف ، وضربه حكيم بن الطفيل على شماله فقطعها وضربه بعمود من حديد فقتله.
وقال الحسين عليهالسلام : «الآن انكسر ظهري ، وقلّت حيلتي».
شهادة عبد الله الرضيع :
قال أبو مخنف : قال عقبة بن بشير الأسدي : قال لي أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين : «وأُتيَ الحسين بصبي له في الرضاع ، فهو في يده إذ رماه أحدكم يا بني أسد بسهم فذبحه ، فتلقّى الحسين عليهالسلام دمه ، فلمّا ملأ كفيه صبّه في الأرض ، ثم قال :
«ربّ إن تكُ حبستَ عنّا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير وانتقم لنا من هؤلاء الظالمين».
شهادة الإمام الحسين عليهالسلام :
قال أبو مخنف : عن الحجّاج ، عن عبد الله بن عمّار بن عبد يغوث البارقي ، عن عبد الله بن عمّار قال :
«فوالله ما رأيت مكثوراً قطّ قد قُتِل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً ولا أجرأ