بين يديه جمع أهل الشام ، وجعل ينكت عليه بالخيزران ، ويقول أبيات ابن الزبعرى :
ليتَ أشياخي ببدرٍ شهِدوا |
|
جزعَ الخزرج من وَقْع الأسلْ |
قد قتلنا من ساداتهمْ |
|
وعدلنا ميل بدرٍ فاعتدلْ |
وقال : قال الشعبي : وزاد عليها يزيد فقال :
لعبت هاشمُ بالملكِ فلا |
|
خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزلْ |
لستُ من خِندفَ إنْ لم أنتقمْ |
|
من بني أحمدَ ما كان فعلْ (١) |
قال العلاّمة العسكري : لمّا كانت أبيات ابن الزِّبَعرَى مشهورة ترويها الرواة قبل تمثّل يزيد ببعضها ، ثمّ تمثّل بها يزيد وأضاف إليها الأبيات الثاني والرابع والخامس فأخذها الرواة عنه ، وأحياناً أضافوا إلى ما أنشده يزيد ما كان في ذاكرتهم من أصل الأبيات ، ومن ثمّ حصل بعض الاختلاف في ألفاظ الروايات (٢).
خطبة زينب في مجلس الخلافة :
روى ابن طيفور (٣) قال : فلمّا مثُلوا بين يديه أمر برأس الحسين فأُبرز في طست ، فجعل ينكت ثناياه بقضيب في يده (٤) وهو يقول :
__________________
(١) إنّ أبيات ابن الزبعرى جاءت في سيرة ابن هشام ٣ / ٩٧ ، وشرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ٢ / ٣٨٢.
(٢) معالم المدرستين ٣ / ١٦٢.
(٣) بلاغات النساء / ٢٠ ـ ٢٣.
(٤) روى قصة نكت يزيد رأس الحسين عليهالسلام بقضيبه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ٣١٩. عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ، عن أبيه ، عن جدّه قال : أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي ، قال : رأيت امرأة من أجمل النساء وأعقلهن يُقال لها : ريا ، حاضنة يزيد ، يُقال : بلغت مئة سنة. قال : دخل رجل على يزيد فقال : أبشر فقد أمكنك الله من الحسين وجيء برأسه. قال : فوضع في طست ، فأمر غلام فكشف ، فحين رآه خمَّرَ وجهه كأنّه شمَّ منه ، فقلت لها : أَقَرَعَ ثناياه بقضيب؟ قالت : أي والله. ثمّ قال حمزة : وقد حدّثني بعض أهلنا أنّه رأى رأس الحسين عليهالسلام مصلوباً بدمشق ثلاثة أيام. وروى (ص ٣٢٠) عن كثير بن هشام قال :