وقد جيء برأس الحسين ، فلعنه رجل من أهل الشام ولعن أباه ، فقام واثلة وقال : والله ، لا أزال أحبّ علياً والحسن والحسين وفاطمة بعد أن سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول فيهم ما قال ، لقد رأيتني ذات يوم وقد جئت إلى النبي صلىاللهعليهوآله في بيت أمّ سلمة ، فجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى وقبّله ، ثمّ جاء الحسين فأجلسه على فخذه اليسرى وقبّله ، ثمّ جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه ، ثم دعا بعلي ، ثمّ قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).
قال شداد : قلت لواثلة : ما الرجس؟
قال : الشك في الله عز وجل (١).
خبر قتل الحسين عليهالسلام في المدينة :
قال هشام : حدّثني عوانة بن الحكم قال : لمّا قتل عبيد الله بن زياد الحسين بن علي عليهالسلام وجيء برأسه إليه ، دعا عبد الملك بن أبي الحارث السلمي فقال : انطلق حتّى
__________________
(١) أسد الغابة ٢ / ١٩. وفي مصنّف ابن أبي شيبة ١٢ / ٧٢ ، شواهد التنزيل ـ الحسكاني ٢ / ٤٢ ، مسند أحمد ٤ / ١٠٤ ، واللفظ للأخير : حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا محمد بن مصعب قال : ثنا الأوزاعي ، عن شداد أبي عمّار قال : دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم ، فذكروا عليّاً ، وفي رواية ابن أبي شيبة والحسكاني : فشتموا ، فشتمته معهم ، فلما قاموا قال : شتمت هذا الرجل؟ قلت : رأيت القوم شتموه فشتمته معهم. فلمّا قاموا قال لي : ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ قلت : بلى. قال : أتيت فاطمة (رضي الله تعالى عنها) أسألها عن علي ، قالت : «توجه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله». فجلست انتظر حتّى جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ومعه علي وحسن وحسين (رضي الله تعالى عنهم) ، آخذ كل واحد منهما بيده حتّى دخل ، فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه ، وأجلس حسناً وحسيناً كلّ واحد منهما على فخذه ، ثمّ لفّ عليهم ثوبه (أو قال : كساء) ، ثمّ تلا هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، وقال : اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي ، وأهل بيتي أحق. قال ابن أبي شيبة : قال أبو أحمد العسكري : يُقال أن الأوزاعي لم يرو في الفضائل حديثاً غير هذا ، والله أعلم. قال : وكذلك الزهري لم يرو فيها إلاّ حديثاً واحداً ، كانا يخافان بني اُميّة.