خازم على خراسان ، ووقعت الحرب (١) ، وأقرَّ عبد الله بن الزبير عبد الله بن خازم على خراسان ، وكاتَبَه عبد الملك ليبايع له فرفض ، فثار عليه وكيع بن الدورقية وقتله (٢). وفي البصرة ، روى أبو مخنف قال : وثب الناس بعبيد الله بن زياد ، وكسر الخوارج أبواب السجون ، وخرجوا منها (٣) ، وقادهم نافع بن الأزرق ، ومن بعده عبيد الله بن الماحوز ، وجرت بينهم وبين أهل البصرة حروب كثيرة ، ثمّ هزمهم المهلّب بن أبي صفرة عن الأهواز.
وفي الكوفة وثب رؤساء الجيش والشرط بعمرو بن حريث خليفة ابن زياد ومدير شرطته ، وكان هواهم مع ابن الزبير ، فأخرجوه من القصر ، واصطلحوا على عامر بن مسعود بن أميّة الجمحي القرشي ، وبايعوا لابن الزبير ، ثمّ كُسرت السجون وخرج الشيعة.
واقتتل أهل اليمن فيما بينهم كذلك.
وكان البلد الوحيد الذي وجدت فيه حركة تحمل خطّ الحسين عليهالسلام ونهجه ، هو الكوفة بزعامة سليمان بن صرد ، ثمّ بزعامة المختار الثقفي ، ولكن عبد الله بن الزبير لا يحتمل ذلك ، وبخاصة وأنّ الكوفة كانت تابعة له ، فبعث أخاه مصعب بأهل البصرة وبقايا
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٥٤٦.
(٢) قال ابن حجر في تهذيب التهذيب : عبد الله بن خازم السلمي أبو صالح البصري ، أمير خراسان ، يُقال : له صحبة ورواية. روى عنه سعد بن عثمان الرازي ، وسعيد بن الأزرق. قال أبو أحمد العسكري : كان من أشجع الناس ، ولي خراسان عشر سنين ، وافتتح الطبسين ، ثمّ ثار به أهل خراسان فقتلوه ، وكان الذي تولّى قتله وكيع بن الدورقية ، وحمل رأسه إلى عبد الملك بن مروان. وقال صالح بن الرحبية : قُتل سنة ٧١. وقال السلامي في تاريخه : لمّا وقعت فتنة ابن الزبير كتب إليه بن خازم بطاعته ، فأقرّه على خراسان ، فبعث إليه عبد الملك بن مروان يدعوه إلى طاعته فلم يقبل ، فلمّا قتل مصعب بعث إليه عبد الملك برأسه ، فغسله وصلّى عليه ، ثمّ ثار عليه وكيع بن الدورقية وغيره فقتلوه ، وبمعنى ذلك حكى أبو جعفر الطبري ، وزاد : وكان قتله في سنة ٧٢.
(٣) تاريخ الطبري ٥ / ٥٦٧ ، عن أبي مخنف.